وقال الشافعي رحمه الله: لو تدبر الناس هذه السورة ، لوسعتهم. العصر: الزمان الذي يقع فيه حركات بني آدم ، من خير وشر. وقال مالك ، عن زيد بن أسلم: هو العشي ، والمشهور الأول.
لفي خسر ماهر المعيقلي
أقسم الله تبارك وتعالى، في كتابه، بالعصر، الذي هو الزمان، وسمى به سورة من سور القرآن، وذلك: لأن الزمان تقع فيه حركات الإنسان، من خير وشر، وطاعة ومعصية، وإقبال على الله وإدبار، فبسببه أطاع العبد ربه أو عصاه، وبسببه دخل الجنة التي أعدت للمتقين، أو النار التي أعدت للغاوين. ولأن الزمان تقع فيه تصرفات الأحوال، وتبدلاتها، من ليل ونهار..
وإظلام وإسفار، وحر وبرد، وغنى وفقر، وأمن وخوف، فتدل هذه التصاريف، على وجود الله تبارك وتعالى، وسعة علمه، وعظيم قدرته، وأنه المعبود الحق، الذي لا معبود يستحق العبادة سواه. ولأن الزمان مخلوق من مخلوقات الله، تبارك وتعالى، والله عز وجل يقسم بما شاء من خلقه، وحرم ذلك على الناس، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من حلف بغير الله فقد أشرك». وما دام الله عز وجل قد أقسم بشريف، وهو الزمان، فلابد أن يكون المقسم عليه معنى شريفاً أيضاً، وهذا المعنى: هو أن كل إنسان في خسارة، إلا من استثناه الله عز وجل، فاختاره واصطفاه، وجعله من أهل الفلاح. الخسر
قال الله سبحانه: «إن الإنسان لفي خسر»، والخسارة هنا تكون خسارة تامة كلية، وذلك إذا كفر الإنسان، فلم يدخل في دين الله، الذي هو دين الإسلام، فيكون قد عاش ليزداد إثماً، وتكون عاقبته النار، «خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين»، وتكون الخسارة خسارة ناقصة جزئية، وذلك إذا خالف طريقة أهل الاستقامة على طاعة الله، والاستقامة على اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع دخوله في الإسلام، فيكون قد فاته من الخير بمقدار بعده عن هذه الاستقامة.
حدثني عمران بن بكار الكلاعي ، قال: ثنا خطاب بن عثمان ، قال: ثنا عبد الرحمن بن سنان أبو روح السكوني ، حمصي لقيته بإرمينية ، قال: سمعت الحسن يقول في ( وتواصوا بالحق) قال: الحق: كتاب الله. وقوله: ( وتواصوا بالصبر) يقول: وأوصى بعضهم بعضا بالصبر على العمل بطاعة الله. حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ( وتواصوا بالصبر) قال: الصبر: طاعة الله. [ ص: 591]
حدثني عمران بن بكار الكلاعي ، قال: ثنا خطاب بن عثمان ، قال: ثنا عبد الرحمن بن سنان أبو روح ، قال: سمعت الحسن يقول في قوله: ( وتواصوا بالصبر) قال: الصبر: طاعة الله. حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال: ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن الحسن ( وتواصوا بالصبر) قال: الصبر: طاعة الله. آخر تفسير سورة والعصر
قال الزجاج: قال بعضهم: معناه ورب العصر ، والأول أولى. إن الإنسان لفي خسر هذا جواب القسم. الخسر والخسران النقصان وذهاب رأس المال ، والمعنى: أن كل إنسان في المتاجر والمساعي وصرف الأعمار في أعمال الدنيا لفي نقص وضلال عن الحق حتى يموت. وقيل المراد بالإنسان: الكافر ، وقيل جماعة من الكفار: وهم الوليد بن المغيرة ، ، والعاص بن وائل ، ، والأسود بن عبد المطلب بن أسد ، والأول أولى لما في لفظ الإنسان من العموم ولدلالة الاستثناء عليه. قال الأخفش: في خسر في هلكة. وقال الفراء: عقوبة. وقال ابن زيد: لفي شر. قرأ الجمهور والعصر بسكون الصاد. وقرؤوا أيضا خسر بضم الخاء وسكون السين. وقرأ يحيى بن سلام " والعصر " بكسر الصاد. وقرأ الأعرج ، وطلحة ، وعيسى: " خسر " بضم الخاء والسين ، ورويت هذه القراءة عن عاصم. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات أي جمعوا بين الإيمان بالله والعمل الصالح ، فإنهم في ربح لا في خسر ، لأنهم عملوا للآخرة ولم تشغلهم أعمال الدنيا عنها ، والاستثناء متصل ومن قال: إن المراد بالإنسان الكافر فقط ، فيكون منقطعا ، ويدخل تحت هذا الاستثناء كل مؤمن ومؤمنة ، ولا وجه لما قيل من أن المراد الصحابة أو بعضهم ، فإن اللفظ عام لا يخرج عنه أحد ممن يتصف بالإيمان والعمل الصالح وتواصوا بالحق أي وصى بعضهم بعضا بالحق الذي يحق القيام به ، وهو الإيمان بالله والتوحيد ، والقيام بما شرعه الله ، واجتناب ما نهى عنه.
"والعصر".. قسم له مدلولات عظيمة
- وظايف العمل عن بعد تسجيل الدخول
- والعصر ان الانسان لفي خسر تفسير
- (علو الهمة بتاريخ أمة ) – صفحات الأنصار
- لوحة جميلة لـسورة العصر - ﴿والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواص… | Islamic art calligraphy, Arabic calligraphy art, Islamic wall art
- والعصر ان الانسان لفي خسر احمد العجمي
- عروض البنك الهولندي 2017
- القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة العصر - الآية 2
- والعصر ان سان
- والعصر ان الانسان لفي خسر (رقائق القران) - YouTube
- والعصر ان الانسان لفي خسر للاطفال