- خطبه الجمعه عن شهر رجب
- خطبه مكتوبه عن شهر رجب
هذه وقفاتٌ أربع يَجْدُر أنْ تتنبَّهوا لَها، وتفقهوا حُكمها، وتتبصَّروا بواقع الناسِ معها، لِتسلَم عباداتكم وأنفسكم مِن النَّقصِ والإثْم، وتقِلَّ البِدع والآثام في بلادكم، ولا تُغضِبوا ربَّكم، وتَسْعَدوا في دنياكم وأُخْرَاكم:
الوقفة الأولى / عن حكم تخصيص شهر رجبٍ أو أوَّلِ يوم مِنه أو أوَّلِ جمعةٍ أو خميس مِنه بالصيام. جَرَت عادةُ بعضِ الناسِ على تخصيص شهر رجبٍ أو أوَّلِ يوم مِنه أو أوَّلِ خميسٍ أو أوَّلِ جمعةٍ فيه بالصيام، وهذا التخصيص لم يَثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ــ رضي الله عنهم ــ، فما صاموا هذه الأيَّام، ولا دعوا الناس إلى صيامها، بل لا زال العلماء على اختلاف بلدانهم ومذاهبهم وأزمانهم: يُنكرون ما يُروى عن هذا الصيام مِن أحاديث ضعيفة أو مكذوبة، ويُبيِّنون للناس بطلانها وأنَّها لا تصح. فقال الحافظُ ابن حجرٍ العَسْقلاني الشافعي ــ رحمه الله ــ: "لم يَرِد في فضل شهر رجبٍ، ولا في صيامه، ولا في صيام شيءٍ مِنه مُعيَّن، ولا في قيام ليلةٍ مخصوصةٍ فيه، حديث صحيح". اهـ
وقال الحافظ ابن رجبٍ الحنبلي ــ رحمه الله ــ: "لم يَصح في فضل صومِ رجبِ بخصوصه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أصحابه".
خطبه الجمعه عن شهر رجب
قَالَ ثُمَّ قَرَأَ ( وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهْىَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) [هود:102]. وإذا كانت هذه عاقبةَ الظّالم في سائرِ الأوقاتِ والأزمانِ؛ فكيف بالظّالمِ المعتدِي في هذه الأشّهرِ الحرمِ، وفي هذه الأيّامِ العظامِ؛ ولهذا قال النّبيّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ في حجّةِ الوداعِ لأصحابِه – ففي الصّحيحين واللفظ للبخاري: ( عَنْ أَبِى بَكْرَةَ – رضى الله عنه – قَالَ خَطَبَنَا النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – يَوْمَ النَّحْرِ ، قَالَ « أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا ». قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ. قَالَ « أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ ». قُلْنَا بَلَى. قَالَ « أَيُّ شَهْرٍ هَذَا ». قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ. فَقَالَ « أَلَيْسَ ذُو الْحَجَّةِ ». قُلْنَا بَلَى. قَالَ « أَيُّ بَلَدٍ هَذَا ». قَالَ « أَلَيْسَتْ بِالْبَلْدَةِ الْحَرَامِ ». قُلْنَا بَلَى. قَالَ « فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا ، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا ، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا ، إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ.
خطبه مكتوبه عن شهر رجب
: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ". قال ابن رجب في (لطائف المعارف) ص140: " لم يصح في شهر رجب صلاة مخصوصة تختص به، والأحاديث المروية في فضل صلاة الرغائب في أول ليلة جمعة من شهر رجب كذب وباطل لا تصح، وهذه الصلاة بدعة عند جمهور العلماء ". وقال الحافظ ابن حجر في (تبين العجب بما ورد في فضل رجب): " لم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيامه ولا في صيام شيء منه معيّن، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة ". المسألة السادسة: الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج
ودرج على هذا كثير من المسلمين بناء على اعتقاد أن الإسراء والمعراج وقع في ليلة السابع والعشرين من رجب، وبنوا على ذلك تعظيمَ هذه الليلة، وإحياءها بصلاة مخصوصة يسمونها: صلاة ليلة المعراج، والاحتفال فيها بقراءة قصة المعراج وإنشاد القصائد حول ذلك. وكل هذا من المحدثات، وهو مبنيّ على غير برهان تاريخي فإنه لا يُعلم جزمًا متى كانت ليلة الإسراء والمعراج، والمؤرخون اختلفوا في تحديدها، ولو كان في ضبط ذلك خيرٌ لاعتنى به السلف الأولون وسبقونا إليه:
وخير الأمور السالفات على الهدى *** وشر الأمور المحدثات البدائع
وقد نبَّه العلماء المتقدمون والمتأخرون على هذه البدعة، وتزداد الحاجة إلى ذلك في عصرنا لوجود الانفتاح الإعلامي؛ حيث تبث بعض المحطات الإذاعية والقنوات الفضائية هذه الاحتفالات، وتروج لها عبر الأثير والفضاء، فينبغي العلم والحذر من تشرب هذه المحدثات أو الانسياق وراءها.
- خطبة عن ( شهر رجب ، والأشهر الحرم ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم
- تجديد اشتراك بي ان سبورت كونكت
- وقفات حول شهر رجب - ملتقى الخطباء
- محمد صابر تويتر
- هواوي nova 3e